الحواجز الوهمية

التقى رجلان غريبان فى محطة القطار احدهما بدين انيق جدا كان خارجا من مطعم المحطة,
والاخر كان نحيل جدا وكانت معه زوجته النحيله ووولديه وحقائب سفرهما......

اخذ كل منهما يحدق فى الاخر وقد اكتشفوا انهم اصدقاء الطفولة...

اندفع يحى كل منهما الاخر ويعانقه فى سعادة..واخذ النحيل يقدم للبدين اسرته الصغيرة فى فخر ثم اخذ يذكره بايام الطفولة والدراسة واللقب الذى  اطلقوه عليه فى صغره لاغاظته واخذ البدين يضحك من كل قلبه ..ويذكره هو الاخر بالمقالب التى كان يصنعها به ..ثم سأله عن حاله 

فاجاب النحيل بالحمد وان الله ساترها معهم رغم المرتب الضئيل لكنه يشغل وظيفة موظف محترم فى احدى الوزارات الحكومية ويساعد نفسه على المعيشة بعد الضهر بكشك سجاير ومعلبات صغير امام البيت..وانه ات للمدينة فى زيارة عائلية

ثم سأل صديقه البدين  عن حاله فاجابه فى تواضع انه يشغل منصب جلل فى احدى الوزارات...

فيمتقع وجه النحيل حين يعلم انه امام احد كبار رجال الحكومة وتذهل زوجته ويزرر احد الابناء زرار جاكتته بحركة تلقائية....ثم يتمالك النحيل روعه ويقول بصوت هادئ وبابتسامة

                         "فرصة سعيدة ياصاحب السعادة"

ترن العبارة فى اذن البدين رنينا غريبا ويشعر كأن حاجز وهمى  قد اقيم فجأة بينه وبين صديقه

يحاول جاهدا ان يهدمه.....

صاحب سعادة ايه بس ياعم اى اللهجة دى احنا اصحاب ومافيش بينا الكلام ده.......

لكن هيهات لقد اقيم الحاجز وانتهى الامر..

صافحهم وانصرف مودعا الاسرة فى ذهولها السعيد ومودعا معهم احساس الصفاء القديم.......