أبهرته بشخصيتها المستقلة و حضورها الواثق٬ جذبته بطموحها و رؤيتها٬ شدته بثقافتها و حديثها الممتع٬ أذهلته بأناقتها و إهتمامها بنفسها٬ سحرته بضحكتها و إقبالها على الحياة.
كانت له “كنز” صعب المراد و حلم بعيد المنال٬ كيف لا والكل يدأب لودها و يحرص على رضاها٬ كيف لا و أينما حلت سعادة و حياة كانت خطاها.
قال لها حضورك كنز٬ و طموحك كنز٬ و حديثك كنز٬ و أناقتك كنز٬ و ضحكتك كنز ..
قال لها إنتِ كنز ..
و بعد محاولات و محاولات من الود و بذل الجهد و الإطراء؛ لانت ومالت٬ لما رأت منه إيمانا بها٬ و أختلافا عن بقية طالما حاولت تغييرها. فملك قلبها٬ وأمتلك الكنز٬ وتحقق الحلم.
و في ليلة الزفاف كانت كفراشة راقصة٬ تنشر الفرح و السعادة بخفة روحها و تلقائية ضحكاتها وحيوية خطواتها٬ وما أن إقتربت منه؛ مال على أذنها و طلب منها أن تتحلى بالوقار٬ فضحكاتها و خطواتها لا تليق بالمتزوجات !!
في ليلة شتوية بارده٬ و على شاطئ شبه خاٍل٬ ضمته إليها و أرادته أن يضمها٬ فتفاجئ و تلفت حوله في إرتباك و إتهمها بالجنون٬ فهذه أمور مراهقين خادشة للحياء !!
و في ليلة زفاف صديقتها٬ لم يسمح لها بإرتداء فستانها المفضل الذي طالما تغزل بها كلما أرتدته أيام الخطوبة٬ لأنها الآن في عصمة “رجل” !!
و في يوم ترقيتها في عملها٬ ذهبت إلى البيت لتبشره في مسرة لا تسعها الدنيا٬ فما كان منه إلا الاستنكار و الحكم بأن هذا المنصب سيؤثر على واجباتها المنزلية و تربية الأولاد !!
و مرت أيام و هي تنصاع٬ وشهور و هي تذعن٬ و سنين و سنين و هي تتشكل٬ إلى إن صار يعاتبها على سكوتها الدائم٬ و يشتكي نكدها المستمر٬ و يكدرها بوزنها الزائد٬ و يتحسر على ذوقها المتدني٬ و يستنكر عليها هذا التحول “الغريب” بسؤاله اليومي “لماذا تغيرتي بعد الزواج ؟”
و بعد كل مرة يسألها٬ تسرح٬ ترجع الى زمن ليس بالقريب٬ تستوقف ذكريات ليست بالغريبة٬ تحاول ألا تبكي٬ ثم تبكي ..
قال لها إنتِ كنز٬
ثم دفنها …
بقلم: #Sheriff_Ammar