الأربعاء، 20 أغسطس 2014

عنها..30






اتذكر جيدا يوم كنت صغيرة يا ابى .. اتذكر وانا واقفة بجوارك وانت تحلق ذقنك .. اتذكرنى وانا اسألك متى سأكبر يا أبى واحلق ذقنى انا ايضا فتضحك وتحملنى وتطبع قبلة على وجنتى وتقول لى.. لن يحدث ذلك يا صغيرتى فانتى فتاة جميلة والفتايات لا تحلقن ذقونهن..

اتذكر عندما ارتدى ملابسى واذهب معك لنجلس على القهوة مع اصدقائك.. كنت دائما تحملنى على ساقيك وانت تشرب الشاى او تلعب الزهر.. وكنت اعترض فانا اريد مقعد خاص بى مثل الكبار.. كنت تطبع قبلة على جبينى وتقول لى لما العجلة يا صغيرتى غدا سوف تكبرين..

حدث وكبرت قليلا..ولم تعد تصحبنى معك للمقهى..ظننتك غاضب منى لسبب لا اعلمه.. جئت وسألتك لما انت غاضب منى؟ لما تعاقبنى ولا تصحبنى معك ؟
ضحكت واحتضتنى وقلت لى لست غاضب ابدا بل انتى صرتى صبية والصبايا لا تذهبن للمقاهى..
يومها لم اعلم هل افرح لانى صرت صبية وكبرت ام احزن لانك لن تصحبنى بعد اليوم!!

اتذكر عندما لم استسلم واشتريت  من مصروفى لعبة زهر صغيرة ودخلت عليك مبتسمة وقلت انه طالما لن استطيع ان اخرج معك فلنلعب بالبيت.. ومن يومها وانا العبها معك خاصة بعدما كبرت انت وقلت عدد مرات خروجك..

اتذكر يا ابى عندما مرضت وذهبنا بك للطبيب يومها كنت تستند علىً انا وامى ويومها نظرت لى نظرة لن انساها وابتسمت وقلت لى لقد كبرتى ياصغيرتى..لم اعلم يومها ايضا هل افرح لانى كبرت واصبحت سندك او احزن لانك مريض..

وها انت رحلت يا ابى  وبرحيلك شعرت كم انا صغيرة ولم اكبر بعد..وكم انا اكبر فى العمر كل دقيقة تمضى وانت لست معى!!

يا ابى كم اتمنى ان اعود صغيرتك...

هناك تعليق واحد:

النسر المهاجر يقول...

ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة
ويبارك فيكى
وهكذا هو الموت ياخذ من نحب ويتوقف عندما ياتى لياخذنا نحن
وأتمنى من الله أن يجمعكى معه فى الحياة الأخرى
تحياتى