جلست فى مقهاها المعتاد كلما خرجت للتبضع..أخرجت هاتفها المحمول ودخلت على حساب الفيس الخاص بها.. مثل كل يوم.. أخبار .. سياسة.. مشاجرات.. دعوات للعب
لا جديد..
أغلقته عندما جاءها النادل وسألها السؤال المعتاد..
تحبى تشربى ايه؟
كادت أن تطلب قهوتها المظبوطة المعتادة ولكنها تراجعت وطلبت منه أن يعطيها دقائق للتفكير ثم يعاود سؤالها
ماهذا الروتين الذى أصبحت محاطة به حتى الغرق؟!
لماذا دائما تفعل ماعتادت عليه حتى فى أصغر الأشياء قبل أكبرها ؟!
يومها العادى مقسم بين العمل والانترنت والنوم .. وفى الأجازة الأسبوعية انترنت ونوم..
إعتادت على ذلك منذ ان أصبحت وحيدة.. فكل الأصدقاء إما مسافر أو مشغول بحياته وبيته
إعتادت أن تمضى أوقاتها مع نفسها بلا رفيق .. حتى أصبح هذا أسلوب حياة أكسبها رهبة التعرف على أشخاص جدد..
حتى أيام تسوقها أصبحت معتادة.. فهى دائما أول أسبوع فى الشهر ودائما يوم خميس!!
عندما تخرج دائما تأتى لهذا المقهى..
ودائما تطلب قهوتها المظبوطة..
تلك القهوة ذات الطعم المحايد كحياتها..تلك القهوة التى تتساوى مرارتها مع حلاوتها حتى أصبحت لا تستطيع أن تميزهما..
تلك القهوة التى تملك نفس اللون ونفس الطعم ونفس الرائحة ونفس التأثير مثل كل تفاصيل حياتها..
ما الذى سوف يحدث لو غيرت قهوتها أو غيرت مشروبها من الأساس على سبيل التمرد؟
ماذذ سيحدث لو طلبت اى عصير فريش برائحة منعشة وألوان زاهية تكسبها إنتعاش ما؟
اليس من الممكن أن تكون هذه بداية لتمردها؟
اليس من الممكن أن يعطيها هذا إحساس أخر ينعش قلبها ويعطيها الشجاعة لتغير تفاصيل حياتها وتكسر هذا الاستقرار الذى أصبحت تتملل منه ؟
قد تكون تلك هى مغامرتها الصغيرة و الاولى ..
وهى فى وسط زخم أفكارها جاء النادل ليعيد سؤاله عليها ..
فنظرت له قليلا ثم سألته عن قائمتهم للعصائر الفريش..
أخذ يعدد لها إختيارات عديدة شعرت معها بالتيه والحيرة !
وبعد تفكير طويل..
طلبت منه فنجان من القهوة المظبوطة!